اختاري لطفلك ما لذّ وطاب من 'سلة' الكالسيوم
ما هو دور الكالسيوم في الجسم وأين نجده؟
كارين اليان ضاهر
لطالما اعتبر الحليب ومشتقاته حاجة ضرورية بالنسبة إلى الأطفال نظراً إلى غناها بالكالسيوم الضروري لصحة العظام. رغم ذلك، تعجز نسبة ٨٥ في المئة من الفتيات ونسبة ٦٠ في المئة من الفتيان بين التسع سنوات والـ ١٨ سنة عن الحصول على حاجة الجسم من الكالسيوم (١٣٠٠ ميلليغرام في اليوم). أما السبب فيكمن في كون معظم المراهقين يفضلون تناول المشروبات الغازية عوضاً عن تناول الحليب الغني بالكالسيوم، خصوصاً أن الإكثار من تناول المشروبات الغازية الغنية بالكافيين يحول دون الحصول على نسبة الكالسيوم الكافية للجسم كونه يحد قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم والاستفادة منه. لكن في كل الحالات يعتبر الكالسيوم مكوناً غذائياً ضرورياً للأطفال ولا يمكن الاستغناء عنه.
- ما دور الكالسيوم في الجسم؟
في مرحلتي الطفولة والمراهقة، يستعمل الجسم الكالسيوم في بناء عظام صلبة حتى نهاية مرحلة المراهقة، علماً أن نسبة الكالسيوم في العظام تخف تدريجاً بعدها مع التقدم في السن، خصوصاً لدى النساء. أما المراهقات اللواتي يتبعن حميات قاسية لا يحصلن فيها على حاجة الجسم من الكالسيوم لتأمين صلابة العظام، فهن أكثر عرضة لترقق العظام.
ويلعب الكالسيوم دوراً مهماً أيضاً في تقلّص العضلات وفي وظيفة الأعصاب وإفرازات الهرمونات . أما إذا كانت مستويات الكالسيوم في الدم منخفضة، يُستعمل الكالسيوم الموجود في العظام لتأمين وظيفة الخلايا الطبيعية.
وبالنسبة إلى حاجات الجسم الموصى بها لتأمين صلابة العظام:
•لدى الأطفال الذين هم بين السنة والسنتين ٥٠٠ ميلليغرام من الكالسيوم.
•الأطفال بين الأربع سنوات والثماني سنوات ٨٠٠ ميلليغرام.
•الأطفال الأكبر سناً بين التسع سنوات والـ١٨ سنة ١٣٠٠ ميلليغرام.
الكامل الدسم والقليل الدسم
بين السنة والسنتين يجب أن يحصل الطفل على الحليب الكامل الدسم للحصول على الدهون الغذائية التي يحتاج إلى نمو سليم ولنمو الدماغ في شكل خاص.-
بعد السنتين يمكن أن تستعيضي عن الحليب الكامل بالحليب القليل الدسم أو الحليب الخالي من الدسم. لكن من الأفضل أن تستشيري الطبيب أولاً.-
لكن ما تجهلينه على الأرجح أن أنواع الحليب كلّها سواء كان كامل الدسم أو قليل الدسم أو خالٍ تماماً من الدسم، تحتوي على نسبة الكالسيوم نفسها في الحصة الواحدة. ينصح بأن تعطي طفلك كوبين من الحليب القليل الدسم أو الخالي من الدسم أو مشتقاته في اليوم الواحد إذا كان بين السنتين والثماني سنوات وثلاثة أكواب منه من التسع سنوات وما فوق.
- ماذا عن الأطفال الذين يعجزون عن تناول الحليب ومشتقاته أو يرفضون تناولها؟
قد تكون الطريقة الأسهل لتأمين الكالسيوم للطفل في تقديم كوب الحليب البارد أو كوب اللبن(الزبادي) الشهي مع الفاكهة أو سندويتش الجبن المحمّص، وسيحب على الأرجح هذه المصادر الغنية بالكالسيوم والتي تقدّم له بطريقة شهية. لكن يمكن أن تحول مشكلة صحية معينة دون تناول الطفل الحليب ومشتقاته، أو يمكن أن يرفض تماماً تناولها لعدم رغبته بذلك.إليك بعض الوسائل التي تسمح بتأمين الكالسيوم الضروري لطفلك بانتظام، أياً كانت المشكلة:
- الأطفال الذين يعانون مشكلة عدم تحمّل مادة اللاكتوز الموجودة في الحليب: في هذه الحالة لا يملك الطفل كمية كافية من أنزيم اللاكتاز التي تساعد في هضم سكر الحليب المعروف باللاكتوز والموجود في الحليب ومشتقاته. لذلك، إذا تناول الطفل الذي يعاني هذه المشكلة الحليب أو مشتقاته يمكن أن يتعرّض لإسهال وتشنجات في المعدة على أثر تناولها.
لكن هذا لا يعني أنه محكوم على الطفل الذي يعاني هذه المشكلة بالامتناع التام عن تناول الحليب ومشتقاته وبالتالي بعدم الحصول على الكالسيوم اللازم لنموه الطبيعي. إذ تتوافر منتجات خاصة لهذه الحالة تحتوي على نسبة قليلة من اللاكتوز أو هي خالية تماماً منه. كما يمكن أن تضيفي قطرات اللاكتاز أو الأقراص،إلى الحليب ومشتقاته قبل أن يتناولها طفلك لكي يستمتع بتناول هذه الأطعمة كغيره من الأطفال ويستفيد من الكالسيوم الموجود فيها. كما يجب أن تعلمي أن الأجبان المعتّقة كالتشيدار تحتوي على نسبة أقل من اللاكتوز. ويمكن أن تعطي طفلك اللبن(الزبادي) كونه سهل الهضم ولا يسبب مشكلات ناتجة عن مادة اللاكتوز فيه.
- الأطفال الذين يعانون حساسية على الحليب: يمكن أن تسبب البروتينات في الحليب ردود فعل حساسية لدى بعض الأشخاص. هل تعتقدين أن طفلك يعاني حساسية على الحليب؟ استشيري الطبيب. إذا كان طفلك الرضيع يعاني حساسية على الحليب يمكن أن تستعيضي عنه بحليب الصويا أو بتركيبة خاصة للحساسية. إذا كان طفلك أكبر سناً يمكن أن تستعيضي عن الحليب بأطعمة أخرى غنية بالكالسيوم كالأرز المقوّى بالكالسيوم أو حليب الصويا أو الأطعمة النباتية كالجبن النباتي أو غيرها من الأطعمة بالصويا. ويمكن أن تقدّمي له أيضاً أنواع التحلية المصنوعة من الأرز أو البوظة بالفاكهة...
- الأطفال النباتيون: صحيح أنه يعتبر تحدياً حصول الأطفال النباتيين على حاجاتهم من الكالسيوم باتباع نظام غذائي يرتكز على الأطعمة النباتية وحدها. لكن لا بد من التأقلم مع الوضع وتأمين ما يكفي من الكالسيوم للطفل والحد من الأضرار التي قد تنتج عن سوء التغذية. أما أهم مصادر الكالسيوم النباتية فالخضر النباتية الخضراء والبروكولي والحمص والأطعمة المقوّاة بالكالسيوم بما فيها عصير الليمون والمشروبات المصنوعة من الصويا أو من الأرز والحبوب الغذائية.
- المراهقات اللواتي يرفضن تناول الحليب ومشتقاته لاعتبارها تسبب السمنة: غالباً ما تتجنب المراهقات اللواتي يسعين إلى الحفاظ على رشاقتهن، تناول الحليب ومشتقاته لاعتبارها أطعمة تسبب زيادة الوزن. إلا انه لا بد من الإشارة إلى أن كوب الحليب الخالي من الدسم يحتوي على ٨٠ وحدة حرارية فقط وهو خالٍ تماماً من الدهون. في المقابل يؤمن هذا الكوب وحده ربع حاجة المراهقة من الكالسيوم. في الواقع، يعتبر الأشخاص الذين يعتمدون على نظام غذائي غني بالكالسيوم أقل عرضة لزيادة الوزن ولتكدس الدهون. لذلك، يكون وزن المراهقات اللواتي يشربن الحليب أقل من وزن الفتيات اللواتي يمتنعن عن تناوله.
في الوقت نفسه، يمكن أن تقدّمي لابنتك مشتقات الحليب الخالية من الدسم أو القليلة الدسم كمصادر صحية للكالسيوم عوضاً عن تناولها المشروبات الغازية وعصير الفاكهة المعلّب الغني بالسكر الذي لا يتميّز بأي قيمة غذائية تقريباً. أما إذا كانت ترغب في تناول العصير، فمن الأفضل أن تقدّمي لها العصير المقوّى بالكالسيوم، شرط ألا تفرط في تناوله لأنه غني بالسكر والوحدات الحرارية. ومن المهم أيضاً أن تفسّري لها كل ما يتعلّق بترقق العظام وبأهمية الحليب ومشتقاته في غذائها وغيرها من الأطعمة الغنية بالكالسيوم.
- ماذا إذا كنت ترفضين تماماً تناول مصادر الكالسيوم؟
مهما حاولنا تسهيل الأمر، قد يرفض البعض تماماً تناول الحليب ومشتقاته إذا كان لا يحب هذه الأطعمة، خصوصاً إذا طلب منه تناولها خلال أيام وأسابيع وأعوام. سواء كان طفلك يحبها أو لا توجد بعض الاستراتيجيات البسيطة التي يمكنك اعتمادها لكي يشعر بحماسة أكبر لتناولها.
•أضيفي جبنة التشيدار إلى العجة.
•ضعي شريحة من الجبن في السندويتش.
•حضري له قطع البيتزا الصغيرة الغنية بالجبن القليل الدسم وصلصة البندورة(الطماطم) والفطر والفليفلة الخضراء مع شرائح من الدجاج.
•حضري له الجبن مع البيض للفطور والحبش مع الخس والبندورة(الطماطم) والجبن لوجبة الغداء والحبوب مع الجبن للعشاء.
•حضري الخضر المشوية مع الجبن القليل الدسم.
•حضري سندويتشات الجبن الشهية في الفرن.
•قدمي له قطع الCrackers الكاملة الغذاء مع الجبن القليل الدسم كوجبة صغيرة بعد الظهر.
•أضيفي القليل من الفريز( الفراولة) أو الشوكولا إلى الحليب ليتمتع أكثر بتناوله. حضّريها في المنزل بدلاً من شراء تلك الجاهزة الغنية بالسكر المضاف.
•يمكن أن تقدّمي له للفطور الجبن وسلطة الفاكهة الطازجة.
كوجبة صغيرة بعد الظهر:
•قدّمي اللبن ( الزبادي) القليل الدسم المثلّج مع الفاكهة الطازجة.
•الحبوب الغذائية الكاملة مع اللبن( الزبادي) والفاكهة.
•كوب الحليب البارد مع البسكويت.
يمكن أن تختاري أيضاً من غير مشتقات الحليب أطعمة غنية بالكالسيوم:
•أضيفي الفاصوليا البيضاء إلى الحساء.
•أضيفي اللوز إلى السلطة التي حضّرتها له.
•قدّمي له الفاصوليا الحمراء مع الجبن.
•قدّمي له كوباً من العصير المقوّى بالكالسيوم مع الفطور.
•اختاري له الأطعمة المقوّاة بالكالسيوم بما فيها الخبز والحبوب الغذائية.
•قدّمي له الخضر الورقية الخضراء مع الوجبات التي يتناولها يومياً كالبروكولي والملفوف واللفت.
المكملات حل أخير!
رغم أنه من الأفضل أن يحصل الطفل على حاجته من الكالسيوم من نظام غذائي سليم يتبعه. لكن قد لا يكون ذلك ممكناً أحياناً لأي سبب كان مما يدعو إلى إعطائه حبوب الكالسيوم المكملّة للغذاء بعد استشارة الطبيب. لا تترددي في استشارة الطبيب حول الموضوع ما أن تشعري أن طفلك لا يحصل على حاجاته من الكالسيوم.
من جهة أخرى، يعتبر الفيتامين «د» ضرورياً لامتصاص الكالسيوم في الجسم، لذلك من الضروري أن يحصل الطفل على كمية كافية منه أيضاً لتحسين قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم. علماً أن الجسم ينتج الفيتامين «د» لدى تعرّض البشرة لأشعة الشمس، لكن يمكن الحصول عليه أيضاً بتناول الحليب ومشتقاته والبيض والسمك.
ولا تنسي أيضاً أن تشجعي طفلك على ممارسة الرياضة نظراً لأهميتها بالنسبة إلى صحة العظام. حتى أن بعض الدراسات أظهرت أن تأثير الرياضة على صحة العظام يعتبر أكثر أهمية من تأثير الكالسيوم.
في كل الحالات، حاولي أن تكوني مثالاً جيداً لطفلك بتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم فتستفيدين في الوقت نفسه وتحصلين على حاجاتك منه.