السلام عليكم ورحمة الله
لدينا إبن في G1 (نور) وفي بداية العام الدراسي الحالي قمنا بإلحاقه بمدرسة عالمية أجاركم الله من أخلاق ناظرها الذي هو مديرها الفعلي ، حيث عدم الاهتمام والعراك وعدم التحصيل وعدم الكفاءة العلمية والإدارية وحدث ولا حرج مع الأسف.
تسكت عن أحد السلبيات تجدها تتزايد وتتكاثر كالمرض ، وإن تكلمت فالرد جاهز "هو إنت متعرفش ايه اللي بيحصل ف المدارس - دا عادي جدا".
ومن ذلك العادي في رأيه (دخول أحد الأولاد في G3 حمام البنات) وكانت المفاجأة وجود بنت بالحمام ، وحينما شعر الولد بالخجل خرج ، وأخبر زميل له ، فدخل زميله الحمام
على البنت.
هذه كانت شكوى أحد الآباء للمدير حيث كنت عضوا بمجلس الآباء حينها ، وكان رده باللفظ .... "عادي" ... الأخ المدير صاحب الرأي المذهل هو شاب وملتحي و دكتور بأحد جامعات الرياض.
وبعد مرور شهر بدأت التفكير جديا في نقل الولد إذا وجدت مكانا له أو سحبه من المدرسة وتعليمه بالمنزل إن لم أجد. والبعض أتهمنا بالتسرع (أحدهم كان رئيس مجلس الآباء - والآن يطلب مني أن أتوسط لأجد له مكان مع إبني)
حيث أعتبرنا أنه سيتعلم سلوكيات وعادات مدمرة من تلك المدرسة ناهيك عن أشكال العنف التي تتعامل بها الإدارة والمدرسات مع الأطفال وجرهم في الصباح بالقوة لداخل فصولهم من يدي أولياء الأمور .... عادي.
وبمحض الصدفة سمعنا عن مدرسة دار اللغات وبالفعل ذهبت زوجتي وأستأذنت للدخول ومشاهدة الواقع التعليمي أثناء اليوم الدراسي ، وبدون ترتيب مسبق من الإدارة ، وجدت زوجتي تفاعل بين الأطفال والمدرسات فتوسمنا خيرا في المدرسة ، ولاحقا تقابلت مع مديرها المحترم ، وفوجئت بشاب لديه أخلاق صعيد مصر الفاضلة الحقيقية والعلم والوعي وأهم من هذا وذاك الرؤية (vision) التي يتشدق بها الكثير دون أن يصيبهم الهواء الذي قد يحيط بها.
لا أبالغ ، بل أرجو ممن يقرأ هذا الموضوع أن يقابل هذا الرجل إذا ما سنحت له الفرصة ، وأهم شئ أنه لم يقول لي ولو مرة واحدة الكلمة التي أصابتني بهسس نفسي ... عادي ...
وإليكم الفرق ، الولد كان تقريبا عند المستوى صفر ، وأصبح فوق الجيد جدا خلال شهر فقط مع أن المنهج مختلف عما كان بمدرستة السابقة ، وفي كل فرصة تلوح بالأفق لأي من مدرساته ، كان يحصل على هدية من أحدهن لتشجيعه وحثه على التركيز والاستذكار.
من الواضح أن الرؤية هي كل شئ ، حيث يمكن من خلالها إنتقاء طاقم التدريس والإدارة الملائم لتلك الرؤية ومعاملة أطفالنا من خلال تلك الرؤية (كما لو كانوا آباؤهم وأمهاتهم).
وأكتسب الولد عنصر غاية في الأهمية بتلك المرحلة وهو الثقة بالنفس وحب المدرسة والإرتباط بمدرسيه (في أحد المولات أصر أن أشتري له قلم ماركر للسبورة - وأتضح لاحقا أنه يريد أن يهديه إلى مدرسته للـ math ليرد لها جزء من اهتمامها به وقال "هديها الماركر وأقول لها: شكرا عشان بتعلميني كويس").
ليست مجرد راحة ، ولكنها متعة ، ورفاهية غير متاحة بكل المدارس مهما دفعت في المقابل (من مال أو جهد) أن تشعر أن إبنك أو بنتك أنه ينتمي إلى مدرسته ويحب مدرسينه ومدرساته.
وأنا كإداري أكثر من 15 عام ، أعرف أن الفرق يكمن في الإدارة ، حيث عانينا كشعوب في شتى المجالات من سوء الإدارة ، وهي كلمة السر لتحقيق النجاح.
رسالة لكم جميعا بدار اللغات:
كل الشكر والتقدير والعرفان لكل جهد بذلتموه وستبذلوه من المدير العام وطاقة التدريس وطاقم الإدارة حتى بواب المدرسة
محمد الغندور