لا تضيقوا ذرعاً بأبنائنا
إلى الأستاذة دلال والأستاذة فريال على وجه الخصوص
بعد التحية والإجلال.
في البدء أود أن أبدي عظيم فخري وإعتزازي بأني الحقت إبني بمدارس دار اللغات العالمية وذلك لما لمسته من مجهودات عملاقة تبذل لتربية وتعليم أبنائنا في هذه المؤسسة التي تبدو صغيرة ولكنها عملاقة. وقد لمست هذه الجهود فيما وصل إليه إبني من تحصيل دراسي في العام السابق وبداية هذا العام وكذلك ما اكتسبه من خبرات جيدة وأسلوب تعامل مع أقرانه من الناحية الاجتماعية.
ولكني في هذه العجالة أود أن أنبه على شيء هام وهو أن لا تضيقوا ذرعاً بإبنائنا إذا صدر منهم سلوك طفولي محض مثل الاحتكاكات التي تحدث أحياناً ببعضهم البعض فهم ما زالوا تحت التنشئة وفي هذه المرحلة بالذات التي تشهد انتقالهم من مجتمع الأسرة الصغير الذي لا يتعدى أفراده عدد أصابع اليد إلى مجتمع المدرسة الأكبر الذي يجدون أنفسهم فيه أمام عدد أكبر من أفراد المجتمع مجموعة مدرسين وزملاء من التلاميذ يصل الفصل فيه إلى أكثر من 24 فرد وفي المدرسة قد يصل إلى قريب من ال 1000 تلميذ فهذه لا شك نقلة كبيرة تحتاج من القائمين بأمر التدريس والتربية في المدرسة أن يتنبهوا لذلك فدمج التلميذ في هذا المجتمع مسؤوليته الأكبر تقع على عاتق المدرسة لأنها هي المسرح الذي يجري فيه ذلك العمل وليس المنزل ومن ناحية أخرى نجد أن أكثر ساعات اليوم حيوية هي فترة الدراسة وأن المنزل متمثل في الأبوين وبقية افراد الأسرة يقضون مع التلميذ الوقت الأقل في المنزل إذا حسبنا وقت النوم والاستذكار نجد أن الأبوين يأخذوا مع التلميذ ما يعادل نصف الوقت الذي يقضيه في المدرسة أو أقل فلذلك الجانب التربوي جله يقع على المدرسة طالما أنها تربية وتعليم.
فالشيء الذي أود أنبه إليه أنه قد تلاحظ تعاقدكم مع بعض المدرسات صغيرات السن اللاتي ليس لديهن الخبرة الكافية في التعامل مع النشء فيسارعن إلى الشكوى للإدارة فيما يبدر من التلاميذ من حركة مزعجة داخل الفصل وخلافه دون أن يبذلن مجهود لمحاولة توجيه التلميذ ومسايسته ليقلع عن ما يصدر عنه من سلوك مزعج بل يتضجرن من ذلك ويسعين إلى تذنيبه، فالمطلوب منهن الصبر وطول البال في هذا الجانب.
والشيء الآخر فيما يتعلق بالاحتكاكات من اشتباك بالأيدي أو المشاجرات في هذه المسألة نجد أن الاحتكاك دائماً يكون رد فعل لقول يتمثل في إطلاق عبارات مثل (حمار أو كلب أو خنزير أكرمكم الله، أو اطلاق العبارات المستفزة التي تتعلق بالجنس أو البلد أو اللون) فالفعل في هذه الحالة لا يظهر لأنه يكون بعيد عن نظر الآخرين ولكن ردة الفعل عندما تكون اشتباك فهذا شيء صارخ يظهر للجميع ويلفت الإنتباه ويضيع المسبب وهو الفاعل وسط ذلك وتكون المواجهة مع صاحب رد الفعل فيجب على إدارة المدرسة أن تحاول توعية التلاميذ بقدر الإمكان بأن لا يطلقوا على بعضهم البعض عبارات مستفزة أو مسيئة أو مثيرة تجنباً لهذه الاحتكاكات والتي يتضرر صاحب رد الفعل فيها أكثر من صاحب الفعل.
أرجو أن يجد ما أبديته الفهم منكم، أو تصويبي إذا أخطأت فيما سردت، وتقبلوا تحياتي ،،،،
عاصم عبده قسم السيد