حلول عملية لمشكلات الأطفال
لا يمكن القول إن السنوات الأولى من عمر الطفل «وردية» بكل معنى الكلمة. فجسمه الصغير لا يزال ضعيفاً وهشاً أمام عوامل الاعتداء المتعددة. بالفعل، يسيل أنفه باستمرار، أو يعاني من طفح البثور أو طفح الحفاض، أو التهابات الأمعاء... صحيح أن هذه المشكلات ليست خطيرة، لكنها تقلق الأم وتسبب الكثير من الانزعاج للطفل.
أمام بكاء الطفل الناجم عن مشكلات بسيطة وإنما مزعجة، مثل طفح الحفاض أو المغص أو الطفح الجلدي، تميل الأم أحياناً إلى اعتماد العلاجات المخصصة للكبار لتسكين الأوجاع وتخفيف الآلام. إلا أن الأطباء يحذرون من مثل هذه الخطوة بسبب خطورتها وعواقبها الوخيمة. إليك لمحة عن الأعراض الأكثر شيوعاً عند الطفل وأفضل العلاجات المتوافرة لها.
ألم الأذنين
يتعرض الطفل غالباً لالتهاب الأذنين لأن القناة التي تصل الأذن بعمق الحنجرة تكون ضيقة، وبالتالي أكثر عرضة للانسداد. وعند تعرضه لالتهاب الأذن، يبدأ الطفل تلقائياً بحكّ الأذن والتململ.
أعطيه أولاً الباراسيتامول السائل الذي يفترض أن يكون فعالاً. لا تتصلي بالطبيب في منتصف الليل ولا تأخذي طفلك إلى قسم الطوارئ في المستشفى. صحيح أن طفلك يبكي ألماً بسبب التهاب الأذن، وتشعرين أنت بالتوتر بسبب عجزك عن تخفيف ألمه، لكن الحالة ليست خطيرة ولا تستدعي نقله إلى المستشفى.
تجنبي خصوصاً تنظيف الأذن باستمرار بواسطة عيدان تنظيف الأذن. وفي حال وجود كتل شمعية، يمكن استعمال الرذاذ المنظف ولكن لا تحاولي أبداً استعمال العيدان القطنية.
استشيري الطبيب إذا استمرت آلام طفلك لأكثر من اثنتي عشرة ساعة أو إذا ترافقت مع ارتفاع في الحرارة. ويستحسن دوماً زيارة طبيب الأطفال في حال معاناة الطفل من أوجاع في الأذن.
سيلان الأنف
منذ الولادة، يكون الطفل عرضة لالتهابات المجاري التنفسية ويعاني من الزكام والتهاب مخاطية الأنف... إلا أن مناعة الطفل تتعزز تدريجياً خلال السنوات الأولى من عمره، ويصبح أكثر مقاومة للالتهابات الفيروسية. لذا، من الطبيعي أن يسيل أنف الطفل باستمرار خلال سنواته الأولى، حتى أن بعض الأطفال يعانون من التهاب متكرر لمخاطية الأنف طوال فصل الشتاء.
منذ الولادة وحتى عمر السنتين، يمكن أن ينزعج الطفل أثناء تناول الطعام لأنه يتنفس فقط عبر الأنف. لذا، من المهم فتح الانسدادات في المنخرين، ولاسيما قبل موعد وجبات الطعام وقبل الخلود إلى النوم، ليشعر الطفل بارتياح أكبر ويتمكن من تناول طعامه والخلود إلى النوم بسهولة.
مددي طفلك على ظهره، وابرمي وجهه على جانب واحد ورشي في كل منخر القليل من المصل الفيزيولوجي. لا حاجة لاستعمال شفّاط المنخرين، إلا إذا كنت خبيرة جداً في استعماله. واعلمي أنه حتى لو شفي طفلك من الزكام، يمكن أن يستمر سيلان الأنف أياماً عدة. وإذا ترافق سيلان الأنف مع ارتفاع في الحرارة، أعطي طفلك الباراسيتامول وراقبي جيداً تنفسه لأن الزكام يمكن أن يتفاقم ويتحول إلى التهاب في القصيبات الهوائية
لكن تجنبي استعمال أي شيء غير المصل الفيزيولوجي. لا تحاولي أبداً إعطاء طفلك المضادات الحيوية من دون استشارة الطبيب.
وإذا استمرت الحرارة في الارتفاع أو توقف طفلك عن تناول الطعام، استشيري الطبيب فوراً.