السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الأخت الفاضلة و الأم العظيمة التي تهتم بأبنائها ومذاكرتهم وهو شغلها الشاغل في هذه الحياة.. جزاكم الله كل خير، كم يسعدنا دائما تواصلك معنا، بارك الله فيك وفي أبنائك.
بداية دعينا نفكر بصوت عال معا.. ما الذي يجعل الطفل يحب اللعب؟ هل يحقق له شيئا ما؟ سنجد أنه يشبع لديه الكثير من الاحتياجات؛ لذلك هو يجد نفسه فيه، ويحب أن يمارسه ويستمتع به، فلم نجد يوما أمّا تقسو على ولدها لكي يلعب.
كذلك أختنا تأملي معي ما الذي يجعل ابننا الحبيب لا يحب المذاكرة؟ أو لا يجد في رصيد طاقته ما يجعله مبادرا بالقيام بواجباته نحوها؟
- هل يتم إرغامه عليها؟ فالطفل إذا أرغمته على شيء زهد فيه، بل إنها طبيعة الإنسان لا يحب أن يرغم على فعل شيء ما.
- هل يجد صعوبة في المذاكرة؟ صعبة الفهم؟ لا يستخدم المعلم أو من يساعده في المنزل المدخل المناسب له في المذاكرة؟ فالطفل إذا لم يجد المادة الدراسية سهلة الفهم أصابته بالملل من مذاكرتها وانصرف عنها؛ لأنها تذكره بلحظات فشل قد يمر بها أثناء مزاولتها.
- تساؤلات أخرى من المهم أن نصل لإجابة لها.. وما هو رد فعلنا تجاه سلوكه غير المرغوب تجاه المذاكرة؟ وما الممارسات التي قمت بها لكي يحب مواده؟ ما الذي تحققه له المذاكرة وتسهم به في إشباع بعض احتياجاته؟ فمثلا التعزيز هو في حد ذاته دافع للمذاكرة، والشعور بالإنجاز عندما ينجز ما عليه ويثاب فإن ذلك هو إشباع لحاجته للتقدير والإنجاز، واستخدام أسلوب مثل المنافسة بين الأطفال في مثل عمره عامل آخر للتحفيز وخلق دافع له للمذاكرة.
ما أحب أن نصل إليه سويا أختنا العزيزة أن طفلنا لا يحتاج لمحاضرة لكي يكون له دافع للمذاكرة، هو في حاجة ملحة لممارسات صحيحة أثناء المذاكرة حتى لا تفقد فترات المذاكرة تأثيرها الإيجابي في إشباع احتياجات هامة له كالشعور بالتقدير والحاجة للإنجاز، كلنا كنا صغارا نحب أن نذاكر المادة التي كانت سهلة بالنسبة لنا، وأيضا المرتبطة بمعلم يحبنا ويقدرنا، وكثيرا ما يكون الهروب من مواد أكثر صعوبة.
كما أن إرغام الطفل على المذاكرة هو عامل هام جدا لكي يبتعد عنها أو يقوم بها بشكل روتيني، كذلك ردود الأفعال الغاضبة تجاه سلوكيات الأبناء المزعجة أثناء المذاكرة لا تحل المشكلة بل تزيدها تعقيدا.
إن واجبك نحو ابنك هو أن تسألي نفسك سؤالين هامين: ما الذي يجب علي ألا أفعله كي لا يفقد ابني حماسته للمذاكرة؟ وما الذي يجب علي فعله كي أزيد لديه الدافع للمذاكرة؟
وإذا كنا نتحدث عن شقين هامين: افعل ولا تفعل، فاسمحي لي بعرض بعض نقاط من المهم جدا ممارستها مع ابننا الحبيب:
1- ابحثي عن السبب؛ فمهم جدا أن أبحث عن سبب كسل ابني كما -عبرت- وذلك بالإجابة عن التساؤلات السابقة.
2- محاولة استخدام مدخل مناسب لابنك للمذاكرة، خاصة مع المواد التي يجد فيها صعوبة في المذاكرة.
3- أنصحك باستخدام عبارات محفزة مثل: (هذا هو ابني استطاع أن ينهي ما عليه في وقت قياسي)، وهنا يتطلب منك أن تعززيه كلما بدر منه سلوك إيجابي.
4- استخدمي أسلوب الاقتراح بدلا من الأوامر عند الجلوس للمذاكرة.
5- ابدئي مع ابنك بالحوار، وتحدثي معه دائما أن هناك برنامجا ينتظره سيستمتع به في الإجازة، وأن عليه الآن القيام بمهامه تجاه المذاكرة.
6- استخدمي قصصا لأبطال استخدموا العلم سلاحا لهم في الحياة، واسترشدي بآيات وأحاديث قرآنية تحث على العلم وفضل طالب العلم.
7- أشبعي احتياج ابنك الفطري؛ لتحقيق الذات من خلال المنافسة على إنجاز مهمة محددة خاصة بمذاكرته في وقت محدد، وتعزيزه على مجهوده الذي يبذله.
8- غيري مفهومه تجاه موقف المذاكرة؛ فبدلا من أن تكون وقتا للغضب وسببا لإغضابك منه، اجعليها وقتا يقربه منك، وسببا في سعادته وسعادتك من خلال علاقة طيبة دون غضب أو إرغام على المذاكرة.
9- اجعليه يرتب مهامه المطلوبة، وشاركيه برأيك، وقدمي له الدعم الذي يحتاجه.
10- اهدئي أختنا، ولا تجعلي قلقك على ابنك يتسرب من بين يديك ويظهر في سلوكك معه في صورة غضب بأشكاله المختلفة، وتعاملي مع الموقف بموضوعية، واسألي نفسك دائما: ماذا قدمت له من دعم مناسب؟
وأخيرا.. أدعو الله أن يقر عينك بتفوق ابنك، حفظه الله لك ابنا بارا ومتفوقا، وحفظك له أمّا حنونا، ويسعدني دائما التواصل معك.